موضوع: لماذا لا يستجيب الله دعائي ؟ الجمعة سبتمبر 16, 2011 1:09 pm
ينبغي أن يُعلم أن استجابة الدعاء إما أن تكون بِتحقيق ما سأل ، وإما أن يُصرَف عن الداعي مثل ما سأل ، وإما أن تُدّخر له في الآخرة . قال عليه الصلاة والسلام : ما مِن مُسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي . وهو حديث صحيح . وكان عمرُ رضي الله عنه يقول : إنّي لا أحمل همَّ الإجابة ولكن همَّ الدعاء ، فإذا أُلهمتُ الدعاء فإن الإجابة معه .
هذا مِن جِهة ، ومن جهة ثانية على العبد أن يَتَّهِم نفسه ، كما قال العلماء ، فقد يكون لديه موانع مِن موانع إجابة الدعاء . ومنها : المكاسِب الْمُحرَّمة . استعجال الإجابة . ومن جهة ثالثة فقد يَكون تأخير الإجابة خيرًا له . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال بعض السلف : يا ابن آدم . لقد بُورِك لك في حاجة أكْثَرْتَ فيها مِنْ قَرْعِ باب سيِّدك . وقال بعض الشيوخ : إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه ، فيفْتَح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحبّ معه أن يُعجّل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك ؛ لأن النفس لا تُريد إلاَّ حظّها فإذا قُضيَ انْصَرَفَتْ . اهـ ويجب الحذر من مثل هذه العبارة : (وأنا أدعو بدعاء هين وأمر مقدور عليه) ، فهل هناك أمر غير مقدور عليه بالنسبة إلى الله عزَّ وَجَلّ ؟
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد